الأميلويد هو نوع من البروتين غير الطبيعي الذي يمكن أن يتراكم في الأنسجة والأعضاء. على عكس البروتينات الطبيعية، تطوى بروتينات الأميلويد إلى شكل غير عادي، وتشكل كتلًا أو أليافًا يمكن أن تتداخل مع الوظيفة الطبيعية للأنسجة والأعضاء.
ما أهمية العثور على الأميلويد في عينة الأنسجة؟
يشير وجود الأميلويد في عينة الأنسجة إلى ترسب الأميلويد، مما يعني أن بروتينات الأميلويد تراكمت في ذلك النسيج المحدد. هذه النتيجة مهمة لأن ترسب الأميلويد يمكن أن يرتبط بحالات طبية مختلفة، بعضها يمكن أن يؤثر على وظائف الأعضاء المهمة مثل القلب والكلى والكبد. ويشير مصطلح "الداء النشواني" إلى مجموعة الأمراض الناجمة عن ترسب الأميلويد في الأنسجة والأعضاء المختلفة.
كيف يبدو الأميلويد تحت المجهر؟
تحت المجهر، يظهر الأميلويد على شكل رواسب غير متبلورة (عديمة الشكل) داخل الأنسجة. غالبًا ما يكون لون هذه الرواسب ورديًا شاحبًا عند صبغها بصبغة روتينية تسمى الهيماتوكسيلين ويوزين (H&E). ومع ذلك، من الأفضل التعرف على الأميلويد باستخدام بقعة الخاصة يسمى أحمر الكونغو، مما يجعل رواسب الأميلويد تظهر باللون الأحمر أو البرتقالي. تحت الضوء المستقطب، يُظهر الأميلويد ذو اللون الأحمر في الكونغو انكسارًا مزدوجًا باللون الأخضر التفاحي، وهي خاصية فريدة تساعد علماء الأمراض على تأكيد وجوده.
تظهر هذه الصورة ترسب الأميلويد (الوردي) في سرطان الغدة الدرقية النخاعي.
ما هي الاختبارات الخاصة التي يقوم بها علماء الأمراض للتأكد من أن هناك شيئًا ما هو الأميلويد؟
للتأكد من أن الرواسب التي تظهر تحت المجهر هي بالفعل أميلويد، يقوم علماء الأمراض بإجراء عدة اختبارات خاصة:
تلطيخ الكونغو الأحمر: ترتبط هذه الصبغة الخاصة بالأميلويد، وعند النظر إليها تحت الضوء المستقطب، تظهر الانكسار الثنائي المميز للأخضر التفاحي.
الكيمياء الهيستولوجية المناعية (IHC): تستخدم هذه التقنية الأجسام المضادة التي ترتبط بشكل خاص ببروتينات الأميلويد. يتم وضع علامة على الأجسام المضادة بعلامة يمكن رؤيتها تحت المجهر، مما يساعد علماء الأمراض على تحديد نوع الأميلويد.
المجهر الإلكتروني: في بعض الحالات، يمكن استخدام المجهر الإلكتروني لرؤية البنية الليفية الدقيقة (التي تشبه الخيط) للأميلويد بتكبير عالٍ جدًا.
تُظهر هذه الصورة الأميلويد (الأحمر) المظلل بصبغة خاصة باللون الأحمر الكونغولي.
ما هي أنواع البروتينات التي يمكن العثور عليها في الأميلويد؟
هناك عدة أنواع مختلفة من البروتينات التي يمكن أن تشكل الأميلويد. غالبًا ما يحدد نوع البروتين المعني الحالة الطبية المرتبطة به. تشمل بعض بروتينات الأميلويد الأكثر شيوعًا ما يلي:
السلاسل الخفيفة (AL اميلويد): التي تنتجها غير طبيعية خلايا البلازما، ترتبط هذه البروتينات بالداء النشواني الأولي.
مصل الأميلويد A (أميلويد AA): مرتبط ب التهابات مزمنة الأمراض والالتهابات، مما يؤدي إلى الداء النشواني الثانوي.
ترانسثيريتين (ATTR اميلويد): يمكن أن يطوي هذا البروتين بشكل خاطئ ويترسب في الأنسجة بسبب الطفرات الجينية (الداء النشواني الوراثي) أو التغيرات المرتبطة بالعمر (الداء النشواني الجهازي الشيخوخي).
أميلويد بيتا (Aβ): يوجد هذا البروتين في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر ويساهم في تكوين اللويحات.
بيتا-2 ميكروجلوبيولين (Aβ2M): يمكن أن يتراكم لدى المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى على المدى الطويل، مما يؤدي إلى الداء النشواني المرتبط بغسيل الكلى.
الحالات الطبية المرتبطة بترسب الأميلويد
يمكن أن يرتبط ترسب الأميلويد بمجموعة متنوعة من الحالات الطبية. بعض من الأكثر شيوعا ما يلي:
الداء النشواني الأولي (AL الداء النشواني): تحدث هذه الحالة عندما تكون غير طبيعية خلايا البلازما في نخاع العظم ينتج سلاسل خفيفة زائدة، والتي تشكل رواسب الأميلويد.
الداء النشواني الثانوي (الداء النشواني AA): غالبًا ما يرتبط هذا النوع بـ cالالتهابات المزمنة الحالات، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الالتهابات المزمنة، حيث يتراكم بروتين يسمى أميلويد A في الأنسجة.
داء النشواني الوراثي: الطفرات الجينية يمكن أن تؤدي إلى إنتاج بروتينات غير طبيعية تشكل رواسب الأميلويد. ومن الأمثلة على ذلك حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية والداء النشواني الترانسثيريتين.
الداء النشواني المرتبط بالعمر: تُعرف هذه الحالة أيضًا باسم الداء النشواني الجهازي الشيخوخي، وتؤثر عادةً على كبار السن وغالبًا ما ترتبط ببروتين الترانسثيريتين.
الداء النشواني الخاص بالأعضاء: يمكن أن توجد رواسب الأميلويد في أعضاء معينة، مثل الدماغ في مرض الزهايمر، حيث يتراكم بروتين الأميلويد بيتا، أو القلب في الداء النشواني القلبي.
الأورام المرتبطة بترسب الأميلويد
يمكن أن ترتبط أنواع معينة من الأورام بترسب الأميلويد. وتشمل هذه:
المايلوما المتعددة: السرطان خلايا البلازما في نخاع العظم يمكن أن يؤدي إلى إنتاج سلاسل خفيفة غير طبيعية، مما يؤدي إلى الداء النشواني AL.
سرطان الغدة الدرقية النخاعي: نوع من سرطان الغدة الدرقية يمكن أن ينتج كالسيتونينوالتي يمكن أن تترسب على شكل أميلويد في الغدة الدرقية.
الأورام اللمفاوية هودجكين وغير هودجكين: يمكن أن ترتبط سرطانات الجهاز المناعي في بعض الأحيان بالداء النشواني الثانوي.
سرطان الخلايا الكلوية: نوع من سرطان الكلى يمكن أن يرتبط بترسبات الأميلويد في الكلى.